الاثنين، 23 أبريل 2012

من يحكم أمريكا؟
التماسك الاجتماعي والأيكة البوهيمية
قوة النخبة في المخيم الصيفي

بقلم
جي. وليام دومهوف (جامعة كاليفورنيا – سانتا كروز)
G. William Domhoff, University of California, Santa Cruz
www.Sociology.ucsc.whorulesamerica/power/bohemian_grove.html?



ترجمة
وتقديم
د.
مازن مطبقاني
بسم
الله الرحمن الرحيم
مقدمة
المترجم
وصلتني
رسالة في البريد الإلكتروني من مصدر لا أذكره ولا أعرفه، ولم أتحقق منه- وما أكثر
أشباه تلك الرسائل- ولكن الرسالة كانت تحوي رابطاً لموضوع "من يحكم أمريكا؟
الأيكة البوهيمية"، فقرأت قليلاً ثم حذفته هروباً من أن أقع تحت تأثير ما
يسمى نظرية المؤامرة، وبعد مدة كنت أحضر محاضرة عن الجوانب الدينية في السياسة
الغربية للدكتور فيصل الكاملي، فأشار إلى الأيكة وما فيها من عبادات وطقوس وثنية
والاهتمام برمز البوم. فقررت العودة إلى الموقع وقراءة الموضوع قراءة متأنية(
[1]).
فوجدت أن كاتب الموضوع ينفي أن يكون
مسكوناً بنظرية المؤامرة وإنما هو بحث اجتماعي ينطلق من معطيات هذا العلم وكذلك
علم النفس الاجتماعي للمجموعات؛ فقررت أن أقوم بترجمة الموضوع.
وبعد
الترجمة اطلعت على عدد من الروابط التي أشار إليها المؤلف فوجدتها تقدم معلومات
أكثر أو تغطي جوانب لم يهتم بها صاحب المقالة الأساس، بل إنني ذهبت إلى موقع يقدم
نصوص كتب فنسخت كتابه الذي صدر عام 1974م.
ويرجع
اهتمام البروفيسور دومهوف بهذا الموضوع إلى عام 1967م حين نشر كتابه في طبعته
الأولى بعنوان "يحكم أمريكا؟" ثم نشر كتاباً عام 1970 حول القضية ذاتها،
وعاد في عام 1974م لينشر طبعة جديدة من الكتاب الأول.
وحرصت
على استطلاع بعض الآراء من خلال عدد من المنتديات في شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت-
الشبكة العنكبوتية) فجاءت الردود متباينة؛ فهناك من استنكر الموضوع وأنه لا يعقل
أن أمريكا الدولة القوية القائمة على النظام المؤسساتي، والبلد العظيم حضارياً
واقتصادياً وسياسياً أن تحكمه مجموعة صغيرة من الأثرياء والسياسيين والاقتصاديين.
واستخدم هؤلاء في تبريرهم أنهم لا يؤمنون بنظرية المؤامرة. بينما كانت آراء البعض
أنهم يرغبون في معرفة المزيد عن هذه الأيكة وما يدور فيها من أعمال ونشاطات وهل
حقيقة أن هذه المجموعة تسيطر على صنع السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية؟
والمؤلف
يقول في بعض سطوره إن لم تصدقوني فاقرأوا ما كتبه فلان وفلان وارجعوا إلى رسالة
الدكتوراه التي أنجزت في عام 1994م في إحدى الجامعات الأمريكية.
لن
أفسد على القارئ متعة استكشاف الاجابات عن هذه التساؤلات وغيرها في هذه المقدمة بل
أترك له المجال ليصل إليها.
ولا
بد أن أشير إلى قضية مهمة في السؤال الذي تحاول هذه الدراسة الاجتماعية الإجابة
عنه هو أن ثمة إجابات أخرى يعرفها العرب والمسلمون لما ذاقوا من ويلات من يحكم
أمريكا وهو اللوبي الصهيوني منذ براندايس قاضي المحكمة العليا الأمريكية في عهد
الرئيس الأمريكي ترومان. من يحم أمريكا عند بعض الباحثين هو جماعات الضغط
الصهيونية.
كما
وجدت مقالة نشرت عام 2004 بعنوان "من يحكم أمريكا؟: أنت تعلم أن الإعلام
الأمريكي منحاز وغير منصف ولكن ستعرف الآن لِمَ هو كذلك" وأعد تقرير البحث
أعضاء من قسم البحوث في دار نشر أمريكية هي فانقارد الوطنية National
Vanguard Books وكدت أترجم ذلك التقرير لولا أنني قررت أن
أبحث عن نسخة جديدة وبالفعل وجدت نسخة منشورة عام 2010م. وهي بالإجمال تتحدث عن
سيطرة اليهود على كبريات المؤسسات الإعلامية من تلفاز وسينما وصحافة ونشر.
ومن
الطرائف أنني في أثناء الترجمة وجدت لدي كتاباً لمؤلف عربي درس الإعلام في أمريكا
واسمه الدكتور يحيى العريضي وعنوان كتابه "من يحكم أمريكا فعلاً؟!"
وعنوانه الفرعي:"السيطرة الخفية لليهود" دارسة في الإعلام الغربي
والأمريكي"، وما أن بدأت أقرأ أول الصفحات حتى اكتشفت أن المؤلف قام بترجمة
التقرير المذكور في الفقرة السابقة دون أن يشير إلى مصدر كلامه وحتى في صفحة
المراجع لم يذكر مرجعاً أجنبياً واحداً بلغته الأصلية. مع أن التعريف بالمؤلف أنه
حصل على الدكتوراه في اللسانيات وكانت رسالته حول لغة الإعلام الأمريكي
وإستراتيجياته. والعبارة التي وجدتها مترجمة حرفياً دون إشارة لمصدرها هي:"لا
توجد قوة على الساحة الأمريكية أضخم من تلك التي يتمتع بها المتحكمون بالرأي
العام الأمريكي (تسويد د. يحيى، لم يكن للباباوات ولا لأعظم الفاتحين قوة كتلك
التي تمتلكها مجموعة من الناس تسيطر على
الإعلام الأمريكي"(
[2])
لقد
كنت متحمساً أن أرجع إلى بقية ما كتب المؤلف ولكني تراجعت خوفاً من أن أشاركه سرقات
محتملة من مراجع أخرى.
ونظراً
لأن المؤلف البروفيسور جورج دمهوف Domhoff تناول موضوع الأيكة من
خلال نظريات السلطة والحكم والمجموعات الغنية أو الطبقة الثرية فقد قررت أن أترجم
مقالة له مكونة من سبع صفحات حول النظريات المختلفة التي تتناول السلطة والنخبة أو
السلطة وأصحاب المال والثراء. وهي القسم الثاني من الكتاب. وإن كان الغرب قد اهتم
في نظرياته المختلفة بالحديث عن العلاقة بين السلطة والحكم والأثرياء أو الطبقات
العليا فإن القرآن الكريم قد أولى هذه القضية عناية خاصة وهو القسم الثالث من هذا
الكتاب.
أرجو
أن تجدوا في هذا الكتاب ما يحفز على
مواجهة من يحكم أمريكا سواءً كانوا
أولئك الذين يملكون الإعلام والرأي العام وهم اليهود كما يرى البعض أو الثنائي
المال والسلطة أو الحكومة، متذكراً ما كتب عن الأمريكان أنهم "أمة من النعاج" فردّ عليه آخر
"أمة من الأسود لكن مكبّلة" ولا أنسى أن أذكر الأستاذ محمد صلاح الدين
الكاتب الرائع رحمه الله رحمة واسعة، قال اليهود يخططون وينجحون في السيطرة على ما
يريدون ولكن هل نستسلم، ألا يمكننا أن نخطط ونبطل خططهم، لقد نجحت دعايتهم في
إيهامنا أننا لا يمكن أن نهزمهم وأنهم يحكمون العالم فإلى متى نظل سلبيين؟
والأمر
الأهم إن كان الباحث الأمريكي توصل إلى تأكيد نظريته أو اقترب من التأكيد أن
الطبقة الراقية أو الغنية تتماسك مع الطبقة الحاكمة لمصالح الطرفين ضد مصالح بقية طبقات المجتمع وأطيافه. فإن
الإسلام جاء ليمنع هذا التآمر حيث دعا الجميع إلى شرع الله عز وجل وأن يتعاونوا
على البر والتقوى (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ
عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ)(سورة المائدة آية) وأن رسالة التمكين ليس زيادة الثراء أو السلطة
وإنما كما قال الحق سبحانه وتعالى الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ
أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا
عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ {سورة الحج آية41}
فهرس المحتويات
· مقدمة
المترجم.
· من
هو مؤلف "من يحكم أمريكا؟"
القسم الأول
· ماذا
دراسة الأيكة البوهيمية؟ التماسك الاجتماعي والتماسك السياسي.
o
المنهجية
o
تاريخ النادي
البوهيمي والمخيمات.
o
حرق جثة الحرص
الدنيوي
o
الترفيه في
الأيكة.
o
أحاديث
البحيرة.
o
المخيمات في
الأيكة.
o
علم اجتماع
بوهيميا: الصلات المؤسساتية والاجتماعية لأعضاء النادي وضيوفهم.
o
مرة ما
المقصود بالدراسة؟
القسم الثاني
· نظريات
العلاقة بين السلطة والطبقة العليا أو النخبة الثرية
القسم الثالث:
نظرة الإسلام إلى
السلطة وأهل الثراء (الملأ
[1] -
وكان أمر الوصول إليها هو أن تكتب في جوجل عبارة :
من يحكم أمريكا؟ الأيكة البوهيمية، لتصل إلى الموضوع مباشرة.
[2] THERE IS NO GREATER
POWER in the world today than that wielded by the manipulators of public
opinion in America. No King or pope of old, no conquering general or high priest
ever disposed of power even remotely approaching that of the few dozen men who
control mass media news and entertainment.
كانت لدي طبعة لعام
2004 وأخرى لعام 2010 ولأن كتابه ظهر في سنة 1999 فلا بد أنه كانت هناك طبعة أقدم
والرابط لها هو
http://www.natvan.com/who-rules-america/